الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم المنصف بن مراد: أرفض تهديد أو تعنيف نائلة السليني

نشر في  27 أفريل 2016  (10:52)

لابدّ أنّ أبناء الأجيال السّابقة من التونسيين ـ وأنا واحد منهم ـ يتذكّرون تلقين القرآن في «الكتاب». كان ذلك زمن الطفولة، فما أروعها من ذكريات، نستحضرها بشوق، وبما كنا نكن من اجلال لـ«سيدي المدّب»، كما نتذكّر النور المنبثق من النافذة الصغيرة ورغم ما كنّا نتلقى من ضربات المدرب وقساوة «الفلقة» وضربات موجعة على الأرجل كانت علاقتنا بالقرآن علاقة قدسية وفي الآن نفسه كنا نلعب مباراة كرة قدم عند خروجنا من «الكتاب».. الله يرحم «عم النوري» الذي لم نسمعه ولو مرّة يحث على التشدد أو العنف أو الجهاد وكل ذلك منسجم مع القرآن الذي لقنته والدتي لكل أبنائنا وبناتها.
في الآونة الأخيرة اتخذت نائلة السلّيني موقفا من تلقين القرآن في المدارس خلال عطلة الصيف متخوفة من ان يستغل المتشددون ذلك لبث الظلامية فشنوا عليها هجوما اعلاميا و«فايسبوكيا» شرسا وخطيرا قد يهيّئ لتعنيفها أو قتلها لا قدر الله.. وقد صدرت هذه التهديدات عن اشخاص يعتبرون انّ موقفها هذا «كفر» في حين استغله البعض الآخر للتقرّب من القيادات السياسية العقائديّة حتى تغفر لهم سياسيا أو قضائيا.
مهما يكن من أمر ومع احترام كلّ الآراء مادامت لا تدعو الى العنف أرفض العنف سواء كان ترهيبا للاخر أو تهديدا بالقتل.. في تاريخ المسلمين قتل عديدون حاولوا الاجتهاد في المسائل الدينية لكن في هذا القرن الحادي والعشرين نرفض ترهيب السيدة نائلة السليني التي ليس لها اي موقف سلبي من العقيدة بل هي ضد توظيف الدين من قبل السياسيين الذين جعلوا منه «أصلا تجاريا» Fonds de Commerce.. فالخلاف القائم ليس بين القرآن الكريم والمفكرة نائلة السليني بل بين المتشددين ونائلة السليني.. ومادام الاختلاف معها  هو اختلاف في الرأي فانّه لا يجوز لاي كان تهديدها وبالتالي الزجّ بتونس في دوامة الدم! فحذار من مواصلة الحملة ضد هذه الباحثة لأنّ التهديدات لا صلةلها بتسامح ديننا!